ماهو تأثير التكنولوجيا في مجال العمل – سكاي لايت

البوابه المصريه للاخبار التقنيه سكاي لايت

التكنولوجيا  قد تطور من قدرات البشر فبدلاً من السير على الأقدام استخدم الإنسان الدواب أولاً ثم توالت الإختراعات (المعتمدة على نظريات علمية) وظهرت السيارات ثم الطائرات وكل هذه المخترعات تطوير لقدرات الإنسان على التحرك وسرعته، كان الإنسان يعتمد على جنى الثمار واستلزم ذلك كثرة التنقل ولكن عند إكتشافه الزراعة تمكن من السكن في منطقة معينة والتحكم في الثمار ومع تقدم التكنولوجيا ظهرت الآلات الزراعية وتقدمت فنون الزراعة فزادت رقعة الأرض الزراعية ومن ثم المحاصيل، وإذا نظرنا إلى السكن والبناء فسنجد أن التكنولوجيا طورت من قدرات الإنسان الذى كان يسكن في الكهوف ثم تطور ذلك إلى بناء بسيط من الطين يبنيه بيده وإنتهى إلى ناطحات السحاب التي تُبنى بالآلات … هناك العديد والعديد من الأمثلة التي تدل على أن التكنولوجيا هي تطوير لقدرات الإنسان … وهذا شيء جيد أليس كذلك؟


مع وجود السيارات والأوتوبيسات والقطارات إختفى التنقل باستخدام الدواب وفقد من يعملون في هذه المهنة عملهم، مع استخدام مواسير وخزانات المياه فقد السقا عمله … وهكذا أدت التكنولوجيا إلى إختفاء أعمال معينة وخسارة ممتهنيها لمصدر رزقهم!

إذا نظرنا إلى المهن التي تختفى عبر التاريخ لوجدنا إنها في الأغلب هي المهن التي لا تحتاج قدرات عقلية كبيرة.


لننظر إلى الموضوع من وجهة نظر أخرى، وجود الآلات الزراعية تحتاج من يصنعها ويقودها ويتولى صيانتها، وجود السيارات والقطارات يحتاج من يصنعها ويقودها ومن يرصف الطرق والسكك الحديدية لها، بناء ناطحات السحاب يحتاج مهندس معمارى ومدنى وعمال يستخدمون أجهزة الحفر والبناء … إذا فالتكنولوجيا كما كانت السبب في إختفاء بعض المهن فهى أيضاً السبب في ظهور مهن أخرى.


كما قلنا فإن المهن التي تختفى هي التي تحتاج إلى مجهود بدنى كبير ومجهود ذهنى قليل والمهن التي تصنعها التكنولوجيا تحتاج إلى العكس مجهود ذهنى أكثر بكثير من المجهود البدنى.


كلما تقدمت التكنولوجيا كلما كانت المهن التي تظهر بسببها تحتاج إلى مجهود عقلى كبير وهذا المجهود العقلى يحتاج إلى تعليم، إذا فمن لا يحصل على قدر مناسب من التعليم مهدد بفقد عمله نتيجة التكنولوجيا، وعندما نقول قدر مناسب من التعليم نعنى التعليم الحقيقي وليس مجرد الشهادة، أيضاً القدرات التي يحتاجها الشخص في عمله ليست ثابتة ولكنها تتطور لأن التكنولوجيا تتطور سريعاً وتتغير في حياة الشخص، فأنا مثلاً عندما كنت أراسل الجامعات في الخارج لدراسة الدكتوراه كنت استخدم البريد العادى والآن التقديم للجامعات يتم عبر الإنترنت! الأبحاث أثناء دراستى في المدرسة كانت تستلزم الذهاب للمكتبة للإطلاع على المراجع أما الآن فلعمل أي بحث علمى يستخدم الطلاب الإنترنت، إذا فالتعليم الذى يحتاجه المرء ليضمن عمله في هذا العصر ليس فقط تعليم المادة العلمية ولكن أيضاً التدريب على كيفية البحث عن المعلومة.


يبقى سؤال مهم: هلى عدد الوظائف التي تخلقها التكنولوجيا أقل أم أكثر من عدد الوظائف التي تقتلها؟ ليس من السهل الإجابة عن هذا السؤال ولكن بالنظر إلى عدد السكان نجد أن الخدمات التي يحتاجها كوكب الأرض الآن أكثر مما كان يحتاجها في الماضى ولكن أيضاً شخص واحد يمكن أن يقوم بعمل أكثر بكثير من شخص في الماضى نتيجة للتكنولوجيا … لخلق الكثير من الوظائف للتقليل من البطالة نحتاج إلى ماهو أكثر من التكنولوجيا نحتاج إلى الإدارة الحكيمة للتكنولوجيا والعدالة في توفير الخدمات.


 ما هو تأثير التكنولوجيا في العمل 

التكنولوجيا تعيد تشكيل عالم العمل، ليس فقط بميكنة الإنتاج، بل أيضا بتيسير الاتصال والابتكار. وتحدث التغييرات التي تجلبها التكنولوجيا الرقمية على تكلفة رأس المال مقابل العمالة، وتكلفة المعاملات، ووفورات الإنتاج الكبير، وسرعة الابتكار، آثارا كبيرة في ثلاث نواح: الكم، والكيف، وتوزيع الوظائف. لنتناولها بالتفصيل.
قد تكون أكثر الآثار التي يدور حولها الحديث حاليا، ولا سيما في البلدان المتقدمة، هي إحلال العمالة البشرية، أي استبدال العمالة البشرية في بعض أو أغلب المهام بالتكنولوجيا، في الوقت الذي ستنخفض فيه نسبة رأس المال إلى العمالة. وتشير أكثر التكهنات قتامة إلى أن الماكينة ستحل محل عديد من الوظائف والمهن، وسيكون نزيف الوظائف هائلا. وتنذر أكثر التوقعات دقة بأن بعض المهن قد تتم ميكنتها بالكامل، إلا أن أغلبها قد تتم ميكنته جزئيا، أي جانب منها، أو يستبدل 9 في المائة من الوظائف و25 في المائة من المهام، طبقا لتحليل نشرته أخيرا منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.
بيد أن التكنولوجيا يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي أيضا في إيجاد الوظائف. انتهت دراسة لشركة ديلويت Deloitte استعانت ببيانات التعدادات في المملكة المتحدة تمتد 150 عاما، إلى أن التكنولوجيا كانت ماكينة عظيمة لإيجاد الوظائف. ويساعد دخول الأسواق والحصول على الموارد، بفضل تقدم الاتصال، الشركات على النمو وتوفير الوظائف، أو جذب العمل إلى أسواق جديدة أكثر قدرة على المنافسة. وعلاوة على ذلك، تفسح المنتجات المبتكرة، التي يتم استحداثها وتوزيعها باستخدام مختلف التكنولوجيات، المجال أمام صناعات وشركات ووظائف جديدة. ووفقا لمعهد الدراسات الاستراتيجية الاقتصادية، فإن برامج الحوسبة السحابية “Cloud computing”، والبيانات الكبرى، والشبكة الإلكترونية للأشياء، ستوظف ملايين الأشخاص في أشكال جديدة من الوظائف في هذه الصناعات نفسها، بل وبشكل خاص في إنتاج وتوفير المنتجات والخدمات الجديدة التي تستحدثها. لكن هل ستكون الوظائف الجديدة أفضل أم أسوأ؟
التكنولوجيا لا تزيد أو تقلص فرص العمل فقط، بل إنها أيضا تغير ظروف العمل. ومن الآثار الإيجابية في جودة الوظائف، أن الميكنة يمكن أن تؤدي إلى زيادة الأجور وتحسين ظروف العمل، لأنها تزيد إنتاجية العامل وقدراته. لكن الواقع أيضا أن العمال يتحملون مخاطر أكبر، لأن الأجور يمكن أن تتجمد أو تنخفض بسبب ما تتيحه التكنولوجيا لأرباب العمل من ميكنة أو من استبدال بعض المهام البشرية بالآلية.
كما أن التكنولوجيات الرقمية تفسد العلاقة التقليدية بين العمال وأصحاب العمل، حيث تأتي بأشكال جديدة من العمل التي تفك الارتباط بين العمال وأرباب العمل. لنتأمل اقتصاد الوظائف المؤقتة، الذي يتسم بهيمنة ترتيبات العمل مع العمالة المستقلة والوظائف المؤقتة. وتعني الاستعانة بالعمالة المستقلة لفترات قصيرة زيادة المرونة للعامل وصاحب العمل، لكنه قد يعني أيضا فقدان العمال كثيرا من المزايا الاجتماعية وإجراءات الحماية المتصلة عادة بالترتيبات التقليدية للتوظيف. في البلدان النامية، حيث تسود الوظائف غير الرسمية، ثمة قلق أقل بشأن العمال الذين يفقدون وظائفهم الرسمية الدائمة وإجراءات الحماية الاجتماعية المرتبطة بها. في الحقيقة، يمكن للتكنولوجيات الرقمية التي تعزز اقتصاد العمالة المؤقتة أن تؤدي أيضا إلى زيادة الشفافية في سوق العمل، على سبيل المثال، ما يتعلق بالطلب والأجور، التي مكنت في بعض الأحيان العمالة غير الرسمية في الهند، وحسنت قدرتها في الحصول على زيادة في الأجور.
في النهاية، يمكن للتكنولوجيا أيضا أن تؤثر في توزيع الوظائف لأنها تغير أنماط المهارات التي يطلبها أرباب العمل، وتؤثر في تدفق التجارة بين الدول. والبلدان الأكثر ثراء والفئات السكانية الأعلى مهارة والأفضل اتصالا داخل البلد ستكون أكبر المستفيدين. إلا أن البلدان النامية، خاصة الشرائح السكانية الأفقر فيها، كثيرا ما تعدم سبل الحصول على التكنولوجيا الرقمية، أو المهارات أو المناخ المؤاتي للاستفادة من كل ذلك، في الوقت الذي تتحمل فيه وطأة المخاطر
0%
Leave A Reply

Your email address will not be published.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy